كتب المتحدث باسم اليونيسف في بيانٍ صدر في الثامن من أكتوبر 2025 أن أكثر من سبعمئة يوم مرّت وأطفال غزة يُقتلون ويُشرَّدون ويُصابون في حربٍ مروّعة تمزّق إنسانيتنا المشتركة. أشار البيان إلى أن الغارات الإسرائيلية على مدينة غزة ومناطق أخرى من القطاع ما زالت مستمرة، داعيًا العالم إلى أن يتحرك فورًا لإنهاء هذا الكابوس.
ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أن ما يزيد على 64 ألف طفل قُتلوا أو أُصيبوا في أنحاء القطاع خلال العامين الماضيين، بينهم ألف رضيع على الأقل، فيما لا يُعرف عدد الأطفال الذين فقدوا حياتهم بسبب أمراضٍ يمكن الوقاية منها أو ما زالوا عالقين تحت الركام.
حذّرت المنظمة من أن المجاعة ما زالت تضرب مدينة غزة وتمتد تدريجيًا نحو الجنوب، حيث يعيش الأطفال في ظروفٍ وصفتها بـ"البائسة"، مشيرة إلى أن أزمة سوء التغذية، خصوصًا بين الرضع، بلغت مستويات صادمة. وأوضحت أن الشهور الطويلة التي مرّت من دون طعامٍ كافٍ ألحقت ضررًا دائمًا بنمو الأطفال وتطورهم الجسدي والعقلي.
وشدّدت اليونيسف على أن الحاجة إلى وقف إطلاق النار أصبحت أكثر إلحاحًا من أي وقتٍ مضى. فمنذ صباح السبت الماضي، أفادت تقارير بمقتل ما لا يقل عن 14 طفلًا جراء القصف الإسرائيلي الكثيف على مدينة غزة ومناطق أخرى في القطاع.
وأعربت المنظمة عن ترحيبها بكل الجهود الهادفة إلى إنهاء الحرب ووضع مسارٍ واضح نحو السلام في غزة والمنطقة. وأكدت أن أي خطةٍ مستقبلية يجب أن تفضي إلى وقفٍ شاملٍ لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وضمان مرور المساعدات الإنسانية بسرعةٍ وأمانٍ ومن دون قيود، عبر جميع المعابر والمسارات المتاحة، وبالقدر الذي يحتاجه السكان بشدة، ولا سيما الأطفال.
ذكّر البيان بأن القانون الإنساني الدولي واضحٌ في نصوصه، ودعا إسرائيل إلى ضمان الحماية الكاملة لحياة المدنيين. وأكد أن حرمان المدنيين من المساعدات الإنسانية محظورٌ بشكلٍ قاطع، وأن مبادئ التمييز والتناسب والاحتياط يجب أن تحكم جميع العمليات العسكرية. كما شدّد على أن المدنيين الذين لا يستطيعون أو لا يرغبون في مغادرة مناطق القتال يبقون مدنيين ويجب حمايتهم دائمًا.
وختمت اليونيسف بيانها بعبارة مؤثرة:
"كل طفلٍ يُقتل هو خسارة لا يمكن تعويضها. ومن أجل جميع أطفال غزة، يجب أن تنتهي هذه الحرب الآن."
https://www.unicef.org/press-releases/two-years-hellish-war-have-devastated-gazas-children